ملحوظة

من فضلك حين تحدّثني ضع في اعتبارك دائما انني لا امثّل ابناء فلسطين
" من \ 1 " مجمل الشعب الفلسطيني هذا ان كنت لا تعلم عبارة عن كسر ضئيل جدا جدا جدا يمكن اهماله فارجوك ... لا تكترث لما اقوله ولا تقم له وزنا

الجمعة، 31 أكتوبر 2008

كيمياء ألسياسة

كيمياء بلفور بالسياسة
في الثاني من نوفمبر، يطل علينا اَصاغ أرثر جيمس بلفور (1838-1930) وزير خارجية بريطانيا العظمى، وعده الغني عن التعريف، وقدمه هديه باسم السياسة، الى علم الكيمياء، في شخص اليهودي الروسي الصهيوني حاييم بن عيزر وايزمان 1874-1952. الذي كان يعمل أستاذا للكيمياء العضوية في جامعة مانشستر بانجلترا، وذلك مكافأة وتقديرا لعبقريته في اختراع طريقة، سنة 1916، لصناعة سائل الأسيتون من دقيق الذرة "بضم الذال المعجمة وفتح الراء"، فانقذ المجهود الحربي للحلفاء الذين كانوا حينذاك في حاجة ماسة لكميات كبيرة من ذلك السائل العجيب الذي يستخدمونه في إذابة النتروجلسرين وقطن البارود لصناعة مادة الكوردايت، المفرقعة الدافعة، التي يحشون بها الرصاص وقنابل المدافع...
أبى وايزمان أن يقبل مكافأة مادية ليشتري له ضيعة أويبني فيلا، ينقرشها بأنواع الفسيفساء و الديكور، لأن إيمانه بباطل قومه، كان عنده بمثابة العقيدة التي يلتزم العالم الحق بالتضحية بكل الماديات في سبيل العمل لها، وأصرعلى أن تكون مكافأته " مجرد " وعد، من حكومة بريطانيا العظمى:
لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، دون مساس " بحقوق " السكان الأصليين من غير اليهود... مجرد وعد...
لأنه كان يعرف من إلمامه بأصول علم الكيمياء، أن التفاعل بين المجموعات البشرية خلال التاريخ، تحكمه قوانين ومعادلات وضوابط دقيقة كتلك : التي تحكم تفاعلات الذرات والجزيئات في علم الكيمياء..
وكان يدرك أن قوانين التفاعلات الكيماوية لا مجال فيها " للفهلوة " والارتجال والعنتريات والكذب وخداع النفس، وأن الزمان الذي كان الكيماويون فيه يضيعون الوقت والمال والجد والسياسة للحصول على الاكسير، الذي يحول الفلزات الحقيرة الى ذهب، زمن قد ولى وانقضى الى غير رجعه...
فكان مجرد الحصول على "وعد" بمثابة تفاعل كيماوي مدروس يمكن البدء منه وارتياده كافة المظان والسبل والأساليب والحيل والدسائس للوصول به إلى النتيجة المطلوبة والمخطط لها أصلا، بعلم واصرار...
وكان علم السياسة في دماغ الداهية بلفورقد ارتقى أيضا إلى مستوى قدرة الكيماوي العالم بأسرار التفاعلات، فوافق شن طبقا، كما يقول المثل عندنا، " وما أكثر الأمثال عندنا والحكم " فوجد في الموافقة خيرا كثيرا لصناعة السياسة البريطانية، فأصدر ذلك الوعد وهو متأكد من كيفيات مسيرة الأحداث به لقرن من الزمان...
فهذا الوعد، وعد بلفور، الذي يعيش الوطن العربي والاسلامي، اليوم أثاره وذيوله وشجونه، من نسج عالم كيماوي خبير عرف معنى السياسة وكيف تؤكل الكتف، وداهية سياسي شيطان إرتقى تفكيره إلى مستوى فهم المعادلات والقوانين البالغة التعقيد والعمق...

ليست هناك تعليقات: