ملحوظة

من فضلك حين تحدّثني ضع في اعتبارك دائما انني لا امثّل ابناء فلسطين
" من \ 1 " مجمل الشعب الفلسطيني هذا ان كنت لا تعلم عبارة عن كسر ضئيل جدا جدا جدا يمكن اهماله فارجوك ... لا تكترث لما اقوله ولا تقم له وزنا

الجمعة، 6 مارس 2009

لكل زمن فرسانه

جرت العادة "القبيحة" أن نشخص الدهر أو الزمان باوقاته وايامه وشهوره والظروف المحيطة به ونتخيلها مخلوقات حية بذوات تتصرف وتفكر وتقتل وتحيي وتمنح وتنزع وتحرم ..باختصار حولنا زمننا إلى كائن حي إن طاب وقته وتكرم علينا بخير وسعادة مدحناه ورفعنا من شأنه ومجدناه وإن شح واغلقت الأبواب في وجهنا وكانت الخسارات والفشل هي حليفنا ذممناه ولعناه وشتمناه وتدمرنا منه .
وفي هذه النقطة بالذات ورغم اننا مسلمين يا حسرتاه ، لم ننس بعد شيئا من طبائع ما كان عليه أهل قريش في الجاهلية ، بحيث نحن نقترب منهم في هذه النقطة بالذات فكانوا قبل ظهور الإسلام إذا ما أصابتهم مصيبة ، أخذوا يسبون الدهر والزمان الذي يعيشونه ، فيقولون : " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه ما جرى " إلى آخر العبارات المشينة التي يحرمها الله سبحانه وتعالى في حديثه القدسي بقوله عز وجل والذي ذكره أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله الأكرم - صلى الله عليه وسلم - إذ قال : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) . أخرجه البخاري و مسلم .ففي سب ولعن الزمان والظروف التي نحياها سب غير مباشر لله تعالى الذي قدر وما شاء فعل بنا فالله سبحانه وتعالى هو المانح الرافع المعز والمذل المحيي والمميت ، وما الدهر إلا وعاء زمني تتوالى فيه الليالي والنهار بقدرته عز وجل ، كي تستمر حياة المخلوقات على النحو الذي نعيشها الآن بفسادها وظلمها ، بشقاءها وألامها ، أفراحها وأتراحها وكل الاضداد الموجودة بها علما أن لكل فترة زمنية رجالاتها وفرسانها.
وأنا أشاهد على الشاشة الصغيرة برنامج حوار الذي استضاف فيه الصحافي المتقاعد مصطفى العلوي ، حميد شباط ، عمدة مدينة فاس والنائب البرلماني بمجلس النواب ورئيس نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو اللجنة التنفيدة لحزب الاستقلال ، تساءلت مع نفسي كيف لرجل من أمثاله أن يجمع كل هذه المهمات الوازنة الثقيلة ؟؟ وكأن البلد طولا وعرضا قل به الرجال والفرسان فكادت أن تخرج من فمي كلمة "تبا " وكدت ان اتبعها ب"له من زمن" فاستغفرت وشعرت حقيقة بمرارة تغلف حلقومي وتنزل إلى غاية صدري وتشعرني باختناق ؟؟
فكرت مليا وقلت مع نفسي ، إذا سلمنا بأن الرجل يشتغل 100 في 100 وقسمنا هذه النسبة عن المهمات الصعاب الأربعة التي يشغلها، فالعدد سوف يعطينا 25 ب100 لكل مهمة على حدة علما أنه لا يوجد شخصية واحدة في هذا البلد تشتغل حتى 50 ب100 فما أدراك 100 ب100 ، ويبقى البرلمان أكبر المؤسسات تضررا من امثال هؤلاء الجامعين لعدة مسؤوليات ، بحيث نادرا ما يحضرون جلساته اللهم إلا عند الافتتاح حين يدشن الملك الدورة الخريفية ..
كان الرجل يرد على أسئلة الصحافيين والدكتور الحاضر بالبلاطو بكل ثقة وبلغة سليمة كذبت كل ما قرأناه في الصحف عن جهله وعدم تعلمه .
وحتى عن الأسئلة التي يمكن اعتبارها محرجة ، كان يرد بلامبالات وهدوء مصطنع ، غير آبه بما صدر منه من أفعال وتصريحات وصلت لحد وصفه للمرحوم المهدي بنبركة بالقاتل، بينما عمل طيلة الحلقة على تقديم نفسه أولا كمواطن "وطني جدا متيم بحب فاس يسخر كل طاقاته لخدمة قضاياها ومواطنيها " من جهة ، وكضحية يتعرض هو وأبناءه الخمس أو الست لم اعد أذكر العدد ، للتحرش والتضييق والمؤامرة من طرف أعداءه وبعض الجهات "النافذة أكثر منه " بسبب ما يقوم به من "أعمال جليلة" للمدينة الغارقة في اللا أمن والمحاطة بالأحياء الصفيحية المهمشة والتي تعتبر جيوبا للفقر والجريمة والتخلف بكل أشكاله.
لست ادري ما الذي جعلني أجمع الزمن بشباط ، ربما كثرة ترديده لعبارة "لكل زمان رجالاته " وفعلا ، حين انتهاء الحلقة خرجت بهذا الانطباع بحيث قلت مع نفسي لكل زمن رجالاته ولكل زمن فرسانه وهناك أزمان قد تجمع انواع كثيرة من المخلوقات من حمير وبغال ومتآمرين وفرسان ورجال وأشباههم وهلم جرى

ليست هناك تعليقات: