ملحوظة

من فضلك حين تحدّثني ضع في اعتبارك دائما انني لا امثّل ابناء فلسطين
" من \ 1 " مجمل الشعب الفلسطيني هذا ان كنت لا تعلم عبارة عن كسر ضئيل جدا جدا جدا يمكن اهماله فارجوك ... لا تكترث لما اقوله ولا تقم له وزنا

الأربعاء، 29 أبريل 2009

فقط لأنها ذاكرة

هي ترجع بنا إلى حقيقة موازين القوى الدولية، وحقيقة الشرعية الدولية، لتسائلها بل تحاكمها هل هي فعلا عادلة؟ هل هذا المنتظم الدولي جاء ليعيد الحق إلى أصحابه، وليقيم العدل في البلاد والعباد؟ وهل شرعنة الاحتلال تعد عدلا؟ وماذا يعني إذن قرار التقسيم الذي منح الشرعية وغطاء الدوليتين، لقيام هذا الكيان الغاصب؟ تجيبنا هذه الذاكرة: قرار التقسيم جائر، وما انبنى عليه كله جائر وباطل، مادام هذا الكيان الصهيوني قام على اغتصاب أرض ليست له، إن هذا القرار حرف الحقيقة، من مشكلة احتلال وغصب، إلى مشكلة أراض متنازع عليها، و يا للعار صار على "هدى" هذا القرار و"منطقه الاحتلالي" عشاق "السلام والمفاوضات" حتى النخاع
*************
نعم هذه الأيام حلت علينا ذكرى ما سمي ب"نكبة فلسطين"، أي ذكرى اغتصاب أرض فلسطين، وهي ذكرى لم تكن ليسعد بها هؤلاء المجروحون والمرحلون والحالمون بالعودة، لولا أن لها مقابلا عند العدو الغاصب، هذه الأيام ذكرى الغصب عند كل الشرفاء من الفلسطينيين، ومن أبناء هذه الأمة العربية والإسلامية، وهي ذكرى تأسيس كيان الغصب عند هؤلاء الصهاينة القتلة والمجرمين، أما عند "مناضلي الفنادق"، ومحترفي الجلوس على طاولة "المفاوضات"، عاشقي عدسات الكاميرات، وهي تلتقط كلامهم السخيف عن "السلام العادل" و"خارطة الطريق" و"وعد بوش" و...، فإنها ذكرى، يتمنى منطقهم الانهزامي أن تمر أيامها بسرعة، ذلك لأنها تشوش على نواياهم الصادقة مع العدو المحتل للأرض، في رغبتهم في الحوار والتفاوض، فيا ليت هذه الأيام لم تحل عندهم. و يالها من مفارقة غريبة، يحييها العدو ويحتفل بها وتمنحه جرعة أخرى في استمرار إرادة الغصب والاحتلال، بينما لا يقبلها منطق عشاق "السلام والمفاوضات" الانهزامي حتى النخاع، أرأيتم لماذا؟ تعالوا لكي أسر لكم هذا "السر العلني" الذي تفضحه هذه الذاكرة الحية.
للذاكرة معنى جليل، فهي الحقيقة التي لا تنمحي أبدا، وهي شاهد الماضي والحاضر والمستقبل، لا تستطيع أن تحرف حقائقها، وهي تفضح المتلاعبين بالألفاظ والمصطلحات والهوية والآمال والمبادئ والحقوق، هكذا هي الذاكرة ساطعة في كل لحظة، صارخة في كل آن، نافضة غبار التناسي، فاضحة منطق الغصب والتزوير والزيف.
إلى هنا، تنتهي حلقة التذكير بالأحلام والمبادئ والآمال والتطلعات والتاريخ والمستقبل والمصير، وإلى هنا تضرب لنا هذه الذاكرة موعدا آخر معها قد يصبح مع توالي أحداث الغصب ومخلفاته، موعدا يوميا بل آنيا، فلن تتلقح أرض فلسطين بغير ثقافة اهلها، ولن تنسى الذاكرة ذاكرتها، الكيان الصهيوني غاصب، والاحتلال يظل احتلالا ولو تبدلت موازين القوى المادية، والحق سيظل حقا، والباطل سيظل باطلا، والظلم سيظل ظلما، والذاكرة لا يمكن أن تغير من ذاكرتها التي تذكرنا دوما بأصالة هذه المفاهيم والمقولات والاعتقادات، لا يمكن أن تغير من ذاكرتها لسبب بسيط وأبسط، فقط لأنها ذاكرة... تصبحون عليها مرة أخرى...
وتبقى النكبة

ليست هناك تعليقات: