ملحوظة

من فضلك حين تحدّثني ضع في اعتبارك دائما انني لا امثّل ابناء فلسطين
" من \ 1 " مجمل الشعب الفلسطيني هذا ان كنت لا تعلم عبارة عن كسر ضئيل جدا جدا جدا يمكن اهماله فارجوك ... لا تكترث لما اقوله ولا تقم له وزنا

الاثنين، 23 مارس 2009

خطوات نحو الضوء


- مِن المُحزن فعلاً أن تتأقلم ، أن تعتاد الوضع . أن تَكُف عن التفكير والتذكُر . أن تكُّف عن محاولة الإمساك بتلابيب الذكريات . أن تنسى وتستكين لِهذا النسيان .أن تنسى ، ولا تقوم من نومك في مُنتصف الليل لِتقرأ رسالة قديمة أو تنظر لصورة ما . أن تتخلص من هذا الوجود اللا موجود لِذلك الحزن الرابض في خلفية عقلك ،والذي يتحكم في كُلّ تصرفاتك ومزاجك ؛ وجود يشبه صوت جريان الدم في جسمك : هو بالتأكيد موجود ولكنك لا تسمعُه ولا تستطيع تحديده أو إسكاته .أن تنسى هو أن يمضي اليوم بدون أن تتساءل ماذا يفعل ذلك الشخص الآن . أن يمضي اليوم ، والغد ، واليوم الذي يليه بدون أن تتوقف لتلتفت حولك وتتساءل أين هو .أن تعتاد البُعد ، أن تعتاد أن تكون وحدك ، أن تقتنع أنك وحدك . من المُحزن ألاّ تتوقع شيء ، وعندما يحدث شيء غير مُتوقع لا يُثير فيك فرح أو شجن ،فقط تعجُّبْ عابر تستمر بعده في كيّ ملابسك والتفكير في اليوم المُسجى أمامك .أن تفقد المفاجآت والمتوقعات بريقها على حد سواء ، فلا تستغرب المفاجأة ولا تستنكر المتوقع .تَنسى فيُصبح كُلّ شيء بدون طعم ، ليس لأنّك حزين أو وحيد ، ولكن لأنّ كل شيء فعلاً ليس لهُ طعم .أنّ تُفكّر في شيء ما ولا تتوقف عنده ، لا أن تتظاهر بأنّك لا تُفكر فيه .. لا.. أن تتخطاه وتستمر بالفعل .أن تستمع لأغنية حزينة تُحبّها فلا تظلّ تسمعها بِلا انقطاع - كما كُنت تَفعل في الأيام الأولى - ، ولا تهرع لإيقافها - كما كُنت تَفعل في الأيام التي تلت ذلك ،بل تسمعها ولا تتذّكر حتى أّنك سمعتها .أنّ تُسأل عن " الأخبار " فلا يؤلمك شيء وأنت تقول " تمام .. كلّه تمام " ، وتنتقل باِلحوار لأشياء أخرى ملموسة أكثر ،لِتتكلم عنها بِصدق واستغراق وبدون أي تظاهر بالاهتمام .أنّ تنسى هو أنّ تكتشف الصمت ، بعد صخب كُلّ تلك الأفكار وكل ذلك الكلام الذي تتمنى أنّ تقوله .



أنّ تختزن الحكايات ، وعندما يحين وقت قصّهَا تشعُر بأنّك فقدت الرغبة في الكلام ،وتقتنع بأنّ الآن ليس الوقت المناسب .تنسى أنّ نصفُك الآخر مريض ، أو حزين ، أو لديه مشاكل ما ، فلا تؤنب نفسك على هذا النسيان ، بل تنسى أنّك نسيت . أنّ تنسى هو أنّ يُصبح السؤال " كيف سَأتأقلم على الوجود ؟ " ، بعدَ أنّ كان " كيف سأتأقلم على الغياب ؟ " .وتظُن أنّ كُلّ ذلك النسيان سَيُحرّرك ، سَيجعلك تعيش حياتك بطريقة أكثر طبيعية ، سَيجعلك أكثر اتساقاً مع واقعك ،فَتفاجأ أنّ الموضوع تعدّى مُجرد تفادي العائلة والأصدقاء ، الخرجات والزيارات ، والتوقف عن ممارسة ما تُحّب ،فلقد أصبحت فِعلاً تتوق للعودة إلى المنزل والنوم مبكراً لتُنهي هذا اليوم بيدك ، لِتشعر أنَ وسط كُلّ هذا العبث مازال لديك الإختيار بين أكثر من طريقة لإهدار أيامك !**

ليست هناك تعليقات: