ملحوظة

من فضلك حين تحدّثني ضع في اعتبارك دائما انني لا امثّل ابناء فلسطين
" من \ 1 " مجمل الشعب الفلسطيني هذا ان كنت لا تعلم عبارة عن كسر ضئيل جدا جدا جدا يمكن اهماله فارجوك ... لا تكترث لما اقوله ولا تقم له وزنا

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

في القطار

رحلة القطار تكون أكثر متعة في أغلب الأحيان, نظرا للاحتكاك بأنواع مختلفة من الناس, فهناك الثرثار الذي تعرف قصة حياته في لحظات, و الفضولي الذي لا يرتاح إلا إذا عرف عنك كل شيء, و غير ذلك كثير…هذه المرة دخلت مقصورة قليلة المسافرين, سألت سيدة هل الأمكنة فارغة, فأجابتني بنظرة مقطبة, و كلمة مقتضبة:" نعم", ما أن جلست حتى وضعت حقيبتها خلف ظهرها كأنها توجست مني شرا, ثم رمتني بنظرة سريعة, و إيماءة ضجر, لتزيح نظرها عني و تستسلم لنوم مفتعل, حاولت تخيل حياتها, و تاريخها, فتوقعت أنها تعمل في التعليم, فحزمها المتزايد لن يكون إلا لأستاذة رياضيات, فطالما تلقيت النظرة نفسها من أساتذة الرياضيات لعجزي عن حل معادلاتهم المعقدة, أظنها أيضا غير متزوجة, فقطار الزواج فاتها مند عهد, و برؤيتي, تحسرت على شبابها الضائع حينها زارتنا شابة صغيرة لتشاركنا الجلسة دون استأذان منها عندها تخيلتها تقول:" كنت خيرا منك, و أجمل منك, و أرشق منك, آآآه يا زمن"!مؤكد أنها تعبت من روتين العمل و كانت تزور إخوتها الصغار الذين اهتمت بهم حتى كبروا و تزوجوا و أصبح لهم أبناء. نعم فكل شيء جائز.بجانبي جلس رجل يقرأ جريدة, أو بلأحرى يضع رأسه داخل الجريدة, فرغم نظاراته الطبية السميكة لم يستطع القراءة عن بعد, و من حين لأخر يرفع عينيه نحو الجلوس, و يفرق ابتسامة لطيفة, ليعود بسرعة لجريدته, و كأن أحدا يحاصره حصارا خفيا, فهو رجل لطيف جدا, و أغلب الظن أنه متزوج من امرأة قوية, فأثرها باد عليه, فبمجرد أن يبتسم قليلا حتى يتذكرها, و يجمع ابتسامته, و يغرس رأسه داخل الجريدة, قرأ كل الأخبار, و كل الملفات, و أخيرا استقر في صفحة الكلمات المتقاطعة, و أخد يحاول إيجاد الحلول, و رغم أنه لا قلم لديه لم يجرؤ على طلبه من أحد, فلو كانت معه لما سمحت له بذلك!وصلت لمحطة النزول, و ودعتهما بكلمة واحدة, أجاب عنها الرجل بابتسامة, و السيدة بنظرة كالأولى.

ليست هناك تعليقات: