كانت يوغسلافيا قد مرت بسلسلة من الأحداث في ذلك الوقت فدخلها الألمان وبدأ الفكر الفاشي يتسلل إلى الشباب بها تدريجياً، ولكن وقف بيجوفيتش وأصدقائه في جمعية الشبان المسلمين في وجه هذه الأفكار، مما عرضهم للكثير من المصاعب والمواجهات، والتي انتهت برفض الترخيص للشبان المسلمين كنوع من العقاب لهم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نشأ ما عرف بالاتحاد اليوغسلافي وذلك في نوفمبر 1945م، والذي تكون من 6 جمهوريات مستقلة من بينهم البوسنة والهرسك وذلك عقب اتفاقية " أفنوي"، وقد جاء في النص الدستوري للاتحاد على المساواة بين كافة القوميات والأعراق والأديان، حيث تضم يوغسلافيا العديد من الجماعات العرقية بالإضافة لتعدد اللغات والأديان بها.
ومع وصول " جوزيف تيتو" للسلطة مع حزبه الشيوعي عام 1953م، بدأت مرحلة قاسية من الاضطهاد والمعاناة لمختلف الأديان وخاصة المسلمين، وهو الأمر الذي وضع بيجوفيتش في مواجهة حادة مع تيتو وسياسته الشيوعية.
وكان بيجوفيتش أثناء ذلك يقوم بكتابة المقالات في مجلة "تاكفين" تحت أسم مستعار هذه المجلة التي كان يتهافت على قراءتها ألاف المسلمين، فقدم بها العديد من المقالات والتي يخاطب من خلالها مسلمي البوسنة، وبعد وفاة الزعيم الشيوعي تيتو تم تجميع هذه المقالات في كتاب صدر تحت عنوان" البيان الإسلامي" بواسطة أحد أبناء بيجوفيتش الأمر الذي أثار الكثير من الضجة، وتم اتهام بيجوفيتش بسعيه من اجل تكوين جمهورية أصولية إسلامية في قلب أوروبا، فتم إلقاء القبض عليه وأجريت محاكمة صورية وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 14 عام، وذلك في عام 1983، إلا أنه تم إعادة محاكمته مرة أخرى عام 1988م وأطلق سراحه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق