الأربعاء، 17 يونيو 2009
الى الشقين
تنادى المجتمعات المتقدمة في عصرنا الحالي بضرورة الحوار لأي مجتمع ينشد التطور والتقدم وهو ضرورة أساسية لمن يسعى إلى التغير الثقافي والاجتماعي المبني على العقل .ولو تصفحنا تاريخ الأنبياء لوجدنا أن أسلوبهم الأول في تبليغ رسالاتهم هو الحوار ، خصوصا نبينا الأكرم أبي القاسم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما أمره الله سبحانه وتعالى بحمل الرسالة وتبليغ كلمة الله والدعوة إلى توحيده و عبادته وإصلاح البشرية وإنقاذها من الضلالة والكفر .و خصوصا عندما نزلت الآية الكريمة :" فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " . فقد كانت أمرا صريحا لنبيه بإعلانه الدعوة الإسلامية وخروجها إلى النور بعد مرورها بمرحلة الكتمان فكانت المفاجأة الكبرى والعمل الإعلامي المذهل وفي هذه المرحلة بدأ اسلوب الحوار بين النبي والمنتقدين من أبناء مجتمعه وكانت الصدمة الكبرى عندما سمعت قريش صوت النبي وهو يدعوهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام ،وهكذا كان أسلوب سائر الأنبياء كما ذكر في القرآن الكريم .ومن خلال القرآن الكريم وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نستطيع أن نستخلص أسس الحوار السليم القائم على احترام وجهات نظر الآخرين والبعد عن السباب والعنف والإقناع بالأدلة والبراهين وعدم التعصب لرأي أو نظرية والالتزام بالموضوعية ، وهذا ما أقرته الآية الكريمة " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . وللحوار جوانب إيجابية كثيرة أهمها : يمرن العقل على التفكير والاستنتاج و يزود الناس بالأفكار المختلفة حتى يختاروا الأنسب منهاوفي النهاية يؤسفنا القول بان مجتمعاتنا الإسلامية تعاني من أزمة في الحوار وهذا سبب عرقلة مسيرتنا وعدم مواكبتنا للتطورات الخارجية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق